السبت، 4 يناير 2014

محاكمة علي بابا

(1)

عام 1984*، أنتجت السينما المصرية فيلم "محاكمة علي بابا" ، من بطولة يحيى الفخرانى و إسعاد يونس.
الفيلم يحكي باختصار قصة زوجين من الطبقة المتوسطة، يمرّان ببعض المشاكل التربوية مع أبنائهما الثلاثة، ويركز بشكل أساسي مع أصغرهم، تلميذ المرحلة الابتدائية، الذى كوّن رأيا مختلفا فى قصة "على بابا والاربعين حرامي" حين روتها المعلّمة فى المدرسة، ففى حين أن التراث يتداول القصة بمنظور يدلل على ذكاء على بابا، مُركزا على نجاحه فى القضاء على العصابة بمساعدة مُرجانة جاريته المُخلصة، منتصرا على أطماع "قاسم" أخيه الحسود، يلتفت الصغير إلى حقيقة صغيرة مُهمَلة، وهى أن "علي بابا" محض لِص، نجح فى سرقة لصوص آخرين ليكوّن ثروته الخاصة، الشىء الذى يستوجب العقاب لا الاحتفاء والتمجيد..
يحاول يحيى الفخراني تغيير رأى صغيره ويفشل، فما يقوله الصغير يبدو منطقيا بالفعل ، لذا يُقرر فى النهاية - بإيعاز من أم الأطفال إسعاد يونس، وهى طبيبة نفسية تحاول تطبيق طرق الطب النفسي التربوية الحديثة فى تنشئة صغارها - أن يوهم الطفل أن علي بابا نال جزاءه بالفعل، وتمت محاسبته على سرقة العصابة، ويحاول التوصل إلى اتفاق ما مع أحد ضباط الشرطة، ليساعده فى هذه المسرحية الصغيرة، ليوهم الصبى أن على بابا قد نال جزاءه ، ولكن الضابط يظنّه مجرد مخبول آخر ويرسله إلى مستشفى الأمراض العقلية.

****
(2)

لو تعاملنا مع الأمر بمنطق أكثر وتعاطف أقل، سنرتاح نوعا إلى النهاية التي بدت لي عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى - منذ حوالى 12 سنة أو يزيد - مأسوية للغاية. يحيى الفخراني، فى نهاية الأمر، يستحق الذهاب إلى الخانكة، بل إن هذا هو الشىء الوحيد المنطقي فى هذا الفيلم برمته، فمحاولته لمنطقة ما لا يمكن منطقته مثل قصة تراثية، بل والتحايل لإثبات أنها انتهت بما يؤكد ما يستمر فى صياغته لصغيره من قيم ومفاهيم عن الثواب والعقاب طوال الوقت هو عبث مطلق.
ربما، لو برر الأمر للصبي بكون القصة انتهت بالفعل، وأن علي بابا نفسه شخصية افتراضية، لوفر على نفسه وعلى صغيره وعلينا كمشاهدين كل وجع القلب هذا، ولكنّه اختار مجاراة الطفل فى هذا العبث لمُنتهاه، لتثبت من جديد صحة المثل القائل " اللى يمشى ورا العيال ..."

****
(3)
مع بداية 2014، أى بعد مرور 30 عام على هذا الفيلم العبثي، تعيد القصة نفسها على نطاق أوسع، وبشكل مرعب.
فإذا اجتمعت الضغائن التي يكنّها السواد الأعظم من الشعب تجاه شركات الاتصالات عموما، وتجاه فودافون على وجه التحديد - ربما لأنها الأكثر ظهورا، جميع شركات الاتصالات فى مصر سيئة، ماسخم من سيدي إلا ستي وليس هذا موضوعنا الآن - مع الغموض الذى يلف "أبلة فاهيتا" ككيان افتراضى لدمية لها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر، تنشر من خلالها دعابات مشكلتها الأساسية أنها لا تصل للكثيرين، مع شطحات شخصية مثل أحمد سبايدر ، فى رأيي الخاص لا تقل عبثا عن أبلة فاهيتا نفسها، الشخصية التي يمكن وصفها بال attention whore بضمير مطمئن، لو جمعنا هذا كلّه معا، سنجد القصة تتجسد من جديد.

****
(4)

فى الواقع لم يكن اللافت للنظر هنا هو تعامل سبايدر مع دعابات أبلة فاهيتا كألغاز أو شفرات سريّة ما، يتم تداولها على الفضاء الإلكترونى الرحب أو من خلال إعلان تليفزيون هكذا على مرأى ومسمع من الجميع .. ولا استجابة السُلطات السريعة لبلاغه ومُباشرة التحقيق مع شخصية "خيالية" .. (عادي). اللافت حقا - قُل المفزع إن شئت- هو ميل البعض لتصديق أفكار سبايدر، وانسياقهم بالكلية لفكرة المؤامرة التي تنظمها فودافون مع كل ما يمكنك تصوّره من التيّارات المُعادية للسلطة والأمن القومي (باعتبارهما وجهان لعملة واحدة ) - حتى إذا استحال اتّفاق تلك التيارات فيما بينها، ولكن لم لا؟ - فأبلة فاهيتا عميلة للإخوان، و6 ابريل، والماسونيين، وإسرائيل وأمريكا، والنوبة كمان مرة، وفلول النظام السابق، كل هؤلاء اجتمعوا لتكوين شفرات غير مفهومة يتم بثّها على لسان دُمية قطنية من خلال إعلان تليفيزيونى تموّله شركة ماسونية صهيونية علمانية كافرة لتنظيم سلسلة تفجيرات فى أنجاء البلاد !!

*****
(5)

ميلنا كشعب لنظرية المؤامرة ليس وليد اللحظة مُطلقا، ولكن، أن يشك مواطن مصري طبيعي فى شخصية افتراضية كأبلة فاهيتا كضلع فى مؤامرة كونية ما تحيكها قوى الشر ضد بلد الأمن والأمان؟ الأمر يستحق وقفة.. نحن بحاجة إلى دراسة ما الذى يراه هؤلاء؟ كيف تبدو لهم تلك التسلسلات منطقية؟ وبناء عليه، فأى نوع من القرارات يمكن لعقليات مماثلة أن تتخذها فى قرارات مصيرية، مثل التصويت على دستور أو اختيار ممثلى برلمان، أو إن شاء الله إن شاء الله كده انتخاب رئيس؟

    نهايته، ها نحن نستقبل العام ببداية تجعل التشكيك فى نزاهة علي بابا والمُطالبة بمحاكمته تبدو أقرب إلى المنطق، وهاهي البلد تتحول إلى مرستان كبير يختلط فيه الصحيح بالمعتل، وها هم يكررون خطأ يحيى الفخراني مرة أخرى بالمشي ورا العيال، وربنا يكملها بالستر.

*المصدر : ويكيبيديا

السبت، 9 مارس 2013

فانتازيا

فوضى عارمة جديرة بنهاية العالم ، وليست مجرد مظاهرة أو انقلاب ..
قنابل الغاز تنهمر دون انقطاع كأمطار استوائية  غزيرة ، صوت الرصاص يصم الآذان ، قتلى و جرحى فى كل مكان
وحرائق فى مبان شتى
الرؤية شبه منعدمه ، كذلك الهواء
ومع ذلك يجد الثوار من الهواء ما يكفيهم للهتاف
هتافات مختلفة ، كلها مضادة للسلطة / الجيش / الاخوان / الجماعه / الرئاسة والفساد فى شتى صوره
فجأة ، ينبت هو من العدم
فيما بعد ، ستتضارب الأقاويل عن نشأته / توجهاته / الجهات الممولة له / نواياه / أجندته وماركة ملابسه الداخلية ..
قبل أن يقطع هو كل الألسنة
بطريقة ما يبث موجة من الثقة فى عقول المحيطين به ، يعلمون أنه " هو" ما كانوا يبحثون عنه دون فائدة فى هوجة يناير ..
يهتف هتاف واحد لا يغيره " خلاص "
أربعة أحرف ستغير مصير شعب للأبد ..
يشق هتافه الحشود كعصا موسى تشق البحر الأحمر ، وتقسمهم إلى ثوار أو غير ذلك من فلول/ داخلية / بلطجية / إخوان / مخربين
يتعالى الهتاف من الثوار فقط " خلاص "
تلتف حوله الحشود و تسير رأسا إلى قصر الرئاسة
وكأنما يبث موجة عقلية معينه لا تدركها سوى العقول الثورية ، يتحرك الثوار بينما يجمد من سواهم فى أماكنهم كما لو بسحر
تتجه المسيرة إلى القصر الرئاسى
وفى مشهد مشابه لنهاية فيلم شىء من الخوف ، يطلع الرئيس مذعورا من نافذة قصره ، بعد أن يقتحمه الحشد دون أدنى مقاومه ، بعد أن تحول كل المخربون إلى تماثيل مذعورة الملامح ، ممسكا بكرسى الرئاسة فى إحدى يديه ، وبصندوق انتخابى فى اليد الأخرى ..
يصرخ الشاب الغامض فى مرسى صرخة واحدة " خلااااااااص "
يتضاءل مرسى حتى يعود لحجمه الطبيعى ، نملة على سور الشرفة ، يصعد الغريب ألى الشرفة ، بينما يبقى الثوار فى الخارج
يطل من ذات الشرفة التى كان مرسى يطل منها ، وبإصبعه يسحق مرسى تماما
ويصرخ فى الحشود التى تهلل فرحا " خلااااااااااص " ..
ثم يردف " يالا وراكو شغل " 
تنطلق الحشود لتنظف الشوارع من تماثيل ، بينما تتلاشى جثث الشهداء من نفسها ، لتسهل مهمة الثوار ..
تتلاشى سحب الغاز ، تتضح الرؤية ، يكتسب الأسفلت زرقة محببة ، وتخضر الأرصفة ويبدأ عصر الأناركية الأزهى فى تاريخ الإنسانية ..
لا حكومة ، لا برلمان ، ولا محليات .. ولا داخليه ولا جيش  لا رئيس و لا رئاسة ، كما يتلاشى الغريب الذى قاد كل شىء، إلى العدم من حيث جاء .. لا تبقى منه سوى أسطورة سترويها الفتيات اللاتى سيصبحن بعد سنوات من الآن ، جدات ..
بطريقة ما تغيرت ترددات العقول ، كل واحد فاهم دوره ايه فى الحياة و بيعمله ..
كل واحد عارف شغله
وايه اللى مطلوب منه ..
مفيش نخبة ..
مفيش عصابة تسرق البلد .. مفيش غير شعب كبييييييير سعيد ..
ومن وقت للتانى يعمل مهرجان كبييييييييييير ، الناس تقترح فيه أفكار جديدة للتنمية والتطوير ، مفيش فكرة مستحيلة ، وكله بيتحط قيد التنفيذ فى التو و اللحظة ..
الناس بتحتفل بالنجاح ، بالطموح ، وبالإراده ..
تنتقل العدوى إلى الشعوب المجاورة .. تتساقط الحكومات و العصابات تباعا ..

and we live happily ever after


الأحد، 16 ديسمبر 2012

صح أو خطأ مع التعليل ..


خلال سنى الدراسة ، لم يكن أثقل على قلبى من هذا السؤال ، " ضع صح أو خطأ مع التعليل .." كنت أرى أن  " ضع صح أو خطأ مع تصويب الخطأ " أكثر منطقية .. لكن التعليل فى كلتا الحالتين؟ ايه البواخة دى  .. طب علل الخطأ ومفهومة ، خطأ عشان الصح كذا .. لكن أعلل الصواب بإيه غير بإن هو ده اللى اتقال فى المدرسة واللى قريته فى الكتاب؟ واللى بذاكر فيه من أول السنة ؟
من صغرنا اترسخ جوانا اعتقاد بإن " وحده الرفض يستوجب التبرير " .. لكن الموافقة بديهية .. الموافقة هى الdefault  بتاعنا .. هى القاعدة اللى فقط فى حالة كسرها بالرفض لازم نقف ونسأل ليه .. مبدأ ال why not الشهير ..
 ليه تعمل كذا ؟ وليه لأ ؟ ليه تروح المكان الفلانى ؟ وليه لأ .. كده ..
فى أغلب الحالات ، مبدأ ليه لأ ، هو أفضل طريقة عشان تعيش حياتك وتجرب حاجات جديدة وتختبر الدنيا ، بس فى حالات تانية ، فى قرارات معينة ، لازم تقف مع نفسك وتسأل : وليه آه ؟
زى مثلا الارتباط ، لما تيجى تحب أو تختار شريك حياتك مينفعش يكون المبدأ  " ليه لأ " .. كده انت مش مقتنع بالشخص اللى معاك ، بس مش لاقى فيه سبب مباشر يخليك ترفض ، وعشان عقلك متبرمج كالعادة على إن وحده الرفض يستوجب التبرير .. فبتاخد القرار بدافع الملل أو بدافع الحتمية اللى بتقول إن كل الناس مسيرها ترتبط .. ودى طبعا أقصر طريقة لبدأ علاقة فاشلة .. 
نيجى نطبق الكلام على حاجة أكبر ، زى الاستفتاء مثلا .. أغلب الناس اللى اعرف انهم قالوا " نعم " قالو نعم لأنهم مش شايفين سبب يقولوا عليه لا .. فيجى السؤال " علل اختيارك " ويكون الرد فى أحسن الحالات ، بحجة الاستقرار المستهلكة التى لا تقل ابتذالا عن حجة " حتمية الارتباط " .. أو زى ما قالت المخفية أختى اللى راحت قالت نعم : أصله مش كارثى يعنى !!
طب قوللى الحاجات اللى عجبتك فى الدستور ، عللى موافقتك ، اقنعنى ان الدستور مكانش ممكن يطلع بأحسن من كده .. اثبتلى ان الناس اللى ماتت فى التحرير وعلى كوبرى قصر النيل من سنتين لو رجعوا تانى النهاردة هيحسوا ان دمهم مراحش هدر ، قولى مثلا ، إن الدستور ده فيه أقصى ما تتمناه لنفسك وولادك ، ان هو ده اللى نستحقه بعد تلاتين سنه مبارك وسنتين من حكم العسكر .. عددلى المواد اللى طمنتك على مستقبلنا ومستقبل ولادنا .. علل يا أستاذ .. علل .. مفيش تعليل !!
عموما بما إن لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب ، وبما إننا خلاص على ما يبدو لابسين نعم لابسينها ، وبما ان البلد دى عدت من بلاوى كتييييييييييير أوى فحتى لو جت نعم هتعدى منها برضو ، أحب بس فى الآخر أقولك بعد كده ، تراجع نفسك قبل ما تقرر ، عشان القرارات الكبيرة محتاجة أسباب كبيرة ، ومتتاخدش أبدأ بمبدأ ليه لأ .. القرارات الكبيرة امتحان صعب ، لازم تعلل فيه اختيارك سواء ب " آه " أو ب " لأ " ..

الأربعاء، 9 مارس 2011

بلاد النرجس - عن اللى مجابتهمش ولادة ..

الفارق بين النرجس وعباد الشمس

هو الفارق بين وجهتى نظر

الأول ينظر الى صورته فى الماء ويقول

لا أنا إلا أنا

والثانى ينظر الى الشمس ويقول

ما أنا إلا ما أعبد

وفى الليل

يضيق الفارق ويتسع التأويل ..

يوميات أثر الفراشة - محمود درويش


بتطبيق تصنيف الرائع محمود درويش على نوعيات المسؤولين فى مصر حاليا سنجد أن أغلبهم يقع فى فئة النرجس ، يسيطر عليهم - بل وعلينا فى بعض الأوقات - مفهوم " المسؤول اللى مجابتهوش ولادة " .. بمعنى ،

أن يتوهم المسؤول - إلى الدرجه التى قد ينجح معها فى اقناع من هو مسؤول عنهم - أنه لم يخلق بعد من يصلح لتأدية وظيفته سواه ، لا أنا إلا أنا .. وللعجب يزداد تمسك المسؤولين بتلك الطريقة العقيمة فى التفكير فى ذات اللحظة التى ترتفع فيها الأصوات مطالبة بتنحيتهم أو إقالتهم لعجزهم عن تحقيق مهام مسؤوليتهم ..

رأينا هذا من قبل فى تنحى الرئيس السابق ، وعانيناه مجددا مع استقاله رئيس الوزراء الأضحوكة ، الرجل الذى ألقبه شخصيا ب "الرجل الذى لم يعرف" .. لم يعرف أى شىء عما يدور من حوله ولم يحاول أن يفعل ، وأرجعنا السبب إلى " السلطة " التى تغيير النفوس وحالات جنون العظمه التى عانى منها الرجلين بدرجات متفاوته ، ولكن الاصطدام بنفس طريقة التفكير مع عميد الكلية اليوم كان محبطا بحق..

يا أخى هذه الطريقة فى التفكير انتهت وبادت ولم تنقذ من كان رئيسا للجمهورية لما يزيد عن ثلاثين عاما ومن كان رئيسا للوزراء بعد تاريخ مريب من الصداقه الشخصية مع الرئيس السابق ، فلم تصر على انتهاجها اليوم؟

كلمة العميد اليوم عن أنه "يجب أن يبقى ليشرف بنفسه على تحقيق مطالبنا" ، وأن " القانون" و "اللايحه" لا يسمحا ، و"رئيس الجامعه " لن يقبل - متجاهلا ان رئيس الجامعه نفسه على المحك اليوم نظرا لعجزه هو الاخر عن تأدية المطلوب منه - مع الكثير من الوعود عن الاصلاح الذى لو كانت هناك نية لوضعه موضع التنفيذ لكنا نجنى ثمارها الآن .. ذكرتنى كثيرا بخطابات الرئيس السابق قبل تنحيه حتى توقعنا أن يحكى لنا عما قام به فى حرب أكتوبر ، ربما شارك بدوره فى الضربه الجوية مما يجعله الاختيار الأمثل للعمادة !!

أنت يا سيدى لا تعرف عم تتحدث ، وكذلك الوكلاء ، فوكيل الكلية لشؤون طلاب امتياز لا يعلم عدد الطلاب الوافدين !! ولم يكن يعلم أسعار التركيبات فى معامل الكلية !! ، ولم يكن يعلم أن معمل الكلية المدعم "مغلق بالفعل " !! يا أخى ان كنت لا تعلم فكيف تطالب بالاستمرار فى منصبك ؟ لم يعد عذر " ايه ده!! انا مكنتش أعرف " مقبولا .. ولم يعد عذر " طب وأنا فى ايدى ايه أعمله " مقبولا أيضا، اذا كنت لا تعلم شيئا عما يحيط بك أو كيفية اصلاحه فلترحل مشكورا ولتترك مكانك لمن هو أفضل .. لأن - خمن ماذا؟ - هناك من هم أفضل بالفعل ولست وحيد عصرك وأوانك ..

ليس من المفترض بنا - كطلاب أو أطباء امتياز - البحث عن حلول لزيادة موارد الكلية ومع ذلك فقد فعلنا واقترحنا حلولا مناسبه ودون اللجوء لأيا من وزارتى الصحة أو التعليم العالى ، ودون "التسول" من ادارة الجامعه ، فكان رد الرجل "هنبقى ندرس الكلام ده " !!!

طب مثل انك جد شوية .. انك ناوى تعمل حاجه مفيدة .. أى حاجة يا جدع مش كده !!

لن نستطيع العمل فى ظل ادارة لا تعرف ما عليها فعله ، ولا تستطيع تنفيذ ما نقترحه لمجرد انه صادر منا .. إن العميد بالأمس كان يستكر مشاركه الطلاب فى اختيار العميد ، معللا قوله بأننا "مجرد طلاب ، ونتغير من عام لآخر " ،وأن " العميد لا يتعامل مع طلاب فحسب ، بل مع أساتذه وموظفون " ، يا سيدى الفاضل الطالب اللى مش عاجبك ده هو اللى الكلية اتعملت عشانه أصلا ، وانت و الأساتذه والموظفين موجودين هنا عشان تخدموه ، وبالتالى هو أحق واحد بالاختيار ، كما أن الطالب اللى مش عاجبكو ده معاه بطاقه بينزل ينتخب بيها رئيس جمهورية ، مش هيعرف ينتخب عميد؟ !!

نحن بحاجه ماسه الى المزيد من عباد الشمس بتصنيف درويش ، أولئك الذين ينظرون للمنظومة الكبرى التى نحن جميعا جزء منها- الوطن - كما ينظر عباد الشمس الى الشمس ، ما أنا إلا ما أعبد ، وخصوصا فى وضعنا الحالى ، حيث يضيق الفارق ويتسع التأويل ..



الجمعة، 23 يوليو 2010

القوالب نامت و الانصاص قامت

ولله الحمد و من زمان وأنا مقاطعة الجرايد الوطنية .. ومؤخرا كمان كنت مقاطعة جرايد المعارضة و البرامج الحوارية و كل حاجه من شأنها تزيد من تعكير صفو حياتى المعكر بالفعل بسبب حاجات كتير مالهاش مكان هنا دلوقتى .. وعلى هذا عزلت نفسى قدر المستطاع عن العالم الخارجى "والخارجى ده يعنى اللى خارج حدود أوضتى".. وبطلت كتابة عن السياسة و عن مشاكلنا وحطيت غلبى فى بطنى و سكت .. إنما ..

لما تنامى إلى علمى و بالصدفة البحته إن اسم النبى حارسة و صاينه و ضامنه لأمه سى الاستاذ تامر حزنى بقى كاتب فى الأهرام .. منكرش إن شىء من النفسنة والحزئنة و الغيرة الغير صحية و الحقد الطبقى وخلافه تسلل الى صدرى.. و دفعنى للخروج من عزلتى عشان أشوف الدنيا فى غيابى جرالها ايه؟

قادتنى صوابعى (ودى إحدى الفوائد السبعة للبيات على النت ليل نهار) للبحث عن المقال .. والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه .. لقيته .. وقريته ..

وقبل ما اتكلم عن المقال " لحسن أنا شايلة و معبية من زمان ومادام قررت أتكلم هطلع كل اللى فى قلبى " خلينى أحكيلك عن حاجة لفتت نظرى ساعة ما خطيت برجلى فى السايت بتاع الأهرام .. خير اللهم اجعله خير لقيتلك فى مربع صغير يتظاهر بالبراءة مكتوب فيه الكلمات الأكثر بحثا و بنفس الترتيب " التنسيق – تامر حسنى – الثانوية العامة – الجنسية المصرية – حج القرعة "

!!!!!!!!!!!!!!!!!

يا مرارى !! بقى تامر حسنى بقى قبل الثانوية العامة ؟سيبك من الجنسية المصرية و حج القرعة .. طب دانا على أيامى كانت الثانوية العامة فى الوقت ده من السنة دوامة بتبلع البلد كلها ... أكيد كل بيت ليه حد فى ثانوية عامة .. أو يعرف حد عنده حد فى ثانوية عامه.. أو عنده سبب وجيه أيا كان يخليه يتابع أخبار الثانوية العامة بذات الشغف كل سنة .. لما تامر يبقى قبل الثانوية يبقى أكيد .. اكيد الموضوع محتاج وقفة.. أكيد الراجل ده بيقول كلام صح الصح وبيبيع كبده صح الصح على رأى اللى قال ..

نزلت لك عالمقال اللى قررت إنى أقراه بحيادية تامه .. و أحط موقفى الشخصى من أغانيه و أفلامه و حفلاته و شعر صدره و الضغائن اللى بينى و بينه كلها على جنب .. وأحط كمان النفسنه و الغيرة و الحقد الطبقى على نفس الجنب .. وأتعامل معاه بموضوعيه تامة ..

وأنا بقرا بقيت بقول لنفسى يا بت معلش متركزيش فى الغلطات اللغوية .. الراجل بيغنى بالافرنجى برضو و أكيد العربى بتاعه مكسر .. مش ده برضو بتاع come back to me ؟ الراجل هيركز فى ايه ولا ايه؟

وقلتلها برضو - اللى هى نفسى - مرتكزيش فى الدعاية و الاعلان اللى عاملهم للشريط بتاعه فى الاسمه ايه ده اللى هو كاتبه .. آه لامؤاخذة "المقال" .. الجدع برضو مكلف خاطرة و قاعد يكتب و ينشر مش لازم يطلعله بسبوبة؟ ومين هيفهم فنه أكتر منه عشان يروجله يعنى؟ ده دى؟ أما عجايب صحيح ..

و يا بت صهينى على الطريقة اللى بيتكلم بيها عن نفسه كأنه الأب الروحى للجيل المهبب اللى احنا منه ده .. وازاى بيعتبر تعاليمه و خبراته هى بمثابة نبراس يهتدى به من ضل سبيله فى ظلمات الحياة .. مستدلا على ذلك بخناقة فظيعة نشبت بين "كابل" لذوذ إبان سماع المدام لأغنيته المؤثرة جدا كام واحد فينا - واللى بيحمل اللامؤاخذة المقال اسمها .. مما أدى إلى تأثرها و نهنهتها و شحتفتها أمام جوزها .. الشىء الذى دفعه – جوزها وليس تمورة – للانفعال و الزعيق و تكسير الكنب و الفازات و خرب العش السعيد .. الشىء الذى أعزاه معجزة عصره وأوانه - تامر و ليس جوزها - الى انه مكانش مبنى على الحبببببببب .. الشىء اللى دفع الجدع لأنه يبرى ذمته أدام ربنا من أى خناقات مستقبلية قد تحدث بين أى اتنين تكون علاقتهم مش مبنية على "حبببببببب" أو خايفين عالكنب و الفازات بأنه نصحهم مخلصا " وكتب النصيحة مشكورا على الألبوم " إنهم ميسمعوش الأغنية دى مع بعض .. والله عداه العيب و أزح.. الراجل يعملكو ايه تانى؟ يسرق ويجيبلكو؟

بالصلاة عالنبى كده نقدر نقول خربت .. مش عشان تامر بيكتب فى الأهرام .. لأ .. عادى .. اللى سمحله يغنى من البداية يسمحله بالكتابة فى الأهرام .. الفكرة فى ردود الفعل و دى الصدمة ..

إعجاب الشباب بالمقال و والتعليقات اللى لقيتها تحته فى المنتديات اللى نزل فيها .. " ربنا يخليك و يبارك فيك يا تامر انت بجد بتعلمنى ازاى اتعامل مع خطيبتى " .. " انت أكتر واحد حاسس بمشاكلنا يا تامر " .. "سيد الحبايب يا ضنايا انت" وهكذا .. يا لهوى !! لما الشباب تبقى شايفه إن أقدر واحد على التعبير عنهم هو " تامر" يبقى محدش يلوم أى حد على أى حاجة هو بيعملها ..

وهكذا .. مفعمة بالخيبة و الحسرة و حرقة الدم .. مضافين الى ما ذكرته سلفا من الغيرة و الحقد الطبقى و النفسنة والحزئنة .. قفلت المقال وقررت إنى أرجع أكتب تانى .. بمناسبة و من غير مناسبة .. هكتب عمال على بطال .. هكتب حتى الثمالة عن كل شىء يعصبنى أيا كان كنهه .. و ما أكثر الأشياء اللى تعصب فى البلد دى .. عن مشاكل جيلى اللى أقطع دراعى من هنا هه ان أى قطة فى الشارع ممكن تعبر عنها أحسن من تمورة .. قال تامر قال ..هأو أو أو .. على رأى محمد سعد هى الانصاص قامت و القوالب نامت ولا ايه ؟!!

الأربعاء، 20 مايو 2009

هم يبكى

محمد علاء مبارك مات .. البقاء لله و تعازينا لأهل الفقيد و مع التعازى كام نقطة تتحط على الحروف :
1. ثبت بما لا يدع مجالا للشك إن الأسرة الحاكمة بشر زيينا .. ممكن يموتوا فى يوم من الأيام و الأدهى ممكن كمان يحزنوا على موتاهم ..( حاجة ناس كتير كانت شاكة فيها .. نظرا لما هو معروف عن مصاصين الدماء من انهم كائنات خالدة عديمة المشاعر).
2. ان الشعب ده يا مجنون .. يا مِدمِن .. على رأى اللى قال
بصراحة و الشهادة لله .. لما شفت الولد الجميل اللى مات يا كبد أمه وهو لسه ورده بتتفتح ع الدنيا قلبى وجعنى .. بصراحة أكتر لما شفته افتكرت حاجات كتير .. افتكرت اللى غرقوا فى العبارة .. و افتكرت اللى ماتوا فى القطر . . و افتكرت اللى لسة مدفونين تحت الأنقاض فى الدويقة .. افتكرت عيال زى القمر بتموت كل يوم فى الشوارع من الضرب أو البرد أو الاستغلال .. أو ببساطة لأن عمرها انتهى ..لأن رحمة ربنا أوسع من انهم يعيشوا فى عالم وسخ زى اللى احنا عايشين فيه ..افتكرت – مش عارفه ليه – واحد صاحبنا مات فى حادثة من سنه .. و كان زى القمر بردو .. و افتكرت دكتورة عندنا فى الكلية ماتت مدبوحة فى بيتها من كام شهر – وبردو كانت قمر - .. افتكرت جرايم قتل و اغتصاب بالهبل .. افتكرت فساد فى كل حته و على كل لون يا باطسطا..تقولش ماسورة ذكريات و ضربت فى نافوخى يا مؤمن ..
مقدرش أقول إنى مزعلتش .. بس مقدرش أكدب و أقول زعلت . . لأسباب عده .. الموت نهاية كل حى و دى نقطة نحطها على جنب .. الأعمار بيد الله و محدش بيموت ناقص عمر و محدش هيكون أحن عالطفل من اللى خلقه نقطة تانيه و نحطها على نفس الجنب .. الموت جزء من حياتنا اليومية وبنشوف كل يوم فى مستشفى الأطفال أم بتلطم على ابنها اللى مات و مفيش ثانيه تعدى الا وتلقى واحده فى مستشفى الولادة جنبها بتزغرت عشان أختها ولدت .. عاااااااااااادى .. سى لا فى ..
اللى حزنى و كاسر خاطرى كمية النفاااااااااااااااق و الكدب .. الواد مات والأمر أمر الله يا سيدنا .. ألف رحمة و نور عليه لكن موته بين إن البلد دى بقت خرابة .. القنوات الفضائية مارشات عسكرية و قرآن على رأى سعيد صالح .. الناس عماله جروبس على الفيس بوك البقية فى حياتك يا ريس .. ربنا يلهمكو الصبر .. فى ايه ياخواننا؟ اصحووووووووا !! انتوا بيموت منكو كل يوم ميااااااات زى الكلاب فى الضلمة محدش بيدرى ماتو ليه ولا من أساسه عاشوا ليه.. نتايج البحث طلعت 38 جروب عشان الفقيد الغالى .. بقيت ببص للشاشه و أقول يا حزنى .. يا ترى كل دول منافقين؟ (ودى تبقة مصيبه) ولا فعلا زعلانين عشان الولد؟ (ودى تبقة خيبة بالقوى و كارثة ) كل دول زعلانين عشان طفل مات و مش دريانين باللى بيموتوا كل يوم؟ مش دريانين ان الموت دلوقت نوع من حسن الحظ أو الرفاهية؟و ان فى ناس حتى الموت بتتمناه و مش طايلاه ..
آه يا بلد

الأربعاء، 18 فبراير 2009

حس جمالى

السيد الدكتور احمد زكى بدر رئيس جامعه عين شمس..الرجل الذى اثبت جدارة و حنكة فى ادارة الجامعه منذ تولى منصبه منذ زمن لا اذكره و لن يشكل ذكره الفارق الكبير.. و الذى يتمتع بحس جمالى لا يعدله سوى حس الدعابه لديه ايضا ليسفر تشريفه لمستشفيات الدمرداش التابعة للجامعه مؤخرا عن قرار لا يقل فطنة و عبقرية عن ما سبقه من قرارات ..الا وهو ازالة جميع الاكشاك من منطقة المستشفيات لانها "تسىء الى المنظر العام"..فى البداية قد تتخيل ان الامر برمته مزحة سمجة لكنك سرعان ما تكتشف انك مخطئ ..فعندما يمر رئيس الجامعه على مستشفيات بقدر الفقر و القذارة و الاهمال الذى نضطر للتعامل معه يوميا..مستشفيات حيث تطفح المجارى بين الحين و الاخر..و حيث يرقد المرضى فى انتظار الاطباء فى الشارع ليأخذ بعضهم قيلولة طويلة على الارصفة القذرة فى قيظ الشمس او البرد سواء.. بينما يصطف من يطلق عليهم الchronic patients فى انتظار الزبون المناسب ليتاجروا معه بمرضهم و معاناتهم و معاناته هو-الطبيب- شخصيا..هذا بالطبع بعيدا عن المشهد داخل المستشفيات و الذى لن يقل بشاعة..والذى لن يتسع الوقت لذكر معالمه يكفيك منها انقطاع المياه المتكرر فى مبنى" الجراحه" !!! (ملحوظة: هذه ليست نكته).
بين كل هذا الجمال الساحر ترى عين الدكتور احمد زكى بدر ذات الحس الجمالى المرهف ان الاكشاك تشوه تلك الصورة البديعة و تسىء الى سمعه المستشفيات و من ثم الى سمعه الجامعه و سمعته هو شخصيا ان لم تسىء الى سمعه مصر.. فيتخذ القرار الرشيد بازالتها ليتسبب فى خراب بيت اكتر من تسع اسر بالحد الادنى.. بحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد..بعيدا عن اصابة احد اصحاب الاكشاك بذبحة صدرية كنتيجة للقرار العبقرى ليستقر المسكين فى احدى المستشفيات على بعد خطوات من موقع الكشك الخاص به .. و السؤال هنا للدكتور المسؤول المحترم ..هل كان ما رأيته فى هذه الاكشاك من اساءه الى المنظر العام مساويا لما نراه نحن يوميا من اهمال و تسيب و تدهور فى شؤون المستشفيات ام ان اعين سيادتكم لا تلتفت لمثل تلك التفاصيل التافهة التى ذكرتها سلفا؟! بل السؤال .. سيدى .. عندما تضع رأسك على وسادتك ليلا لتنام .. هل مقدار شعورك بالرضى عن انجازاتك العبقرية فى تحسين شؤون الجامعه عموما و المستشفيات تحديدا..يعادل قدر الحنق و الغضب الذى يشعره الجميع تجاه الانجازات سالفة الذكر؟
نصيحة خاصة.. الاستاذ الدكتور احمد زكى بدر .. مادام حسك الجمالى هو ملهمك الأول فى ادارة شئون الجامعه..فلتتنازل عن المنصب اذن لمن لا يتمتع بهذا الذوق الرفيع..و تبحث عن عمل اخر.. ربما تجد الوظيفة التى تتلاءم مع نظرتك المتميزة..
فادارة الجامعة لا تحتاج الى مهندس ديكور.