السبت، 9 مارس 2013

فانتازيا

فوضى عارمة جديرة بنهاية العالم ، وليست مجرد مظاهرة أو انقلاب ..
قنابل الغاز تنهمر دون انقطاع كأمطار استوائية  غزيرة ، صوت الرصاص يصم الآذان ، قتلى و جرحى فى كل مكان
وحرائق فى مبان شتى
الرؤية شبه منعدمه ، كذلك الهواء
ومع ذلك يجد الثوار من الهواء ما يكفيهم للهتاف
هتافات مختلفة ، كلها مضادة للسلطة / الجيش / الاخوان / الجماعه / الرئاسة والفساد فى شتى صوره
فجأة ، ينبت هو من العدم
فيما بعد ، ستتضارب الأقاويل عن نشأته / توجهاته / الجهات الممولة له / نواياه / أجندته وماركة ملابسه الداخلية ..
قبل أن يقطع هو كل الألسنة
بطريقة ما يبث موجة من الثقة فى عقول المحيطين به ، يعلمون أنه " هو" ما كانوا يبحثون عنه دون فائدة فى هوجة يناير ..
يهتف هتاف واحد لا يغيره " خلاص "
أربعة أحرف ستغير مصير شعب للأبد ..
يشق هتافه الحشود كعصا موسى تشق البحر الأحمر ، وتقسمهم إلى ثوار أو غير ذلك من فلول/ داخلية / بلطجية / إخوان / مخربين
يتعالى الهتاف من الثوار فقط " خلاص "
تلتف حوله الحشود و تسير رأسا إلى قصر الرئاسة
وكأنما يبث موجة عقلية معينه لا تدركها سوى العقول الثورية ، يتحرك الثوار بينما يجمد من سواهم فى أماكنهم كما لو بسحر
تتجه المسيرة إلى القصر الرئاسى
وفى مشهد مشابه لنهاية فيلم شىء من الخوف ، يطلع الرئيس مذعورا من نافذة قصره ، بعد أن يقتحمه الحشد دون أدنى مقاومه ، بعد أن تحول كل المخربون إلى تماثيل مذعورة الملامح ، ممسكا بكرسى الرئاسة فى إحدى يديه ، وبصندوق انتخابى فى اليد الأخرى ..
يصرخ الشاب الغامض فى مرسى صرخة واحدة " خلااااااااص "
يتضاءل مرسى حتى يعود لحجمه الطبيعى ، نملة على سور الشرفة ، يصعد الغريب ألى الشرفة ، بينما يبقى الثوار فى الخارج
يطل من ذات الشرفة التى كان مرسى يطل منها ، وبإصبعه يسحق مرسى تماما
ويصرخ فى الحشود التى تهلل فرحا " خلااااااااااص " ..
ثم يردف " يالا وراكو شغل " 
تنطلق الحشود لتنظف الشوارع من تماثيل ، بينما تتلاشى جثث الشهداء من نفسها ، لتسهل مهمة الثوار ..
تتلاشى سحب الغاز ، تتضح الرؤية ، يكتسب الأسفلت زرقة محببة ، وتخضر الأرصفة ويبدأ عصر الأناركية الأزهى فى تاريخ الإنسانية ..
لا حكومة ، لا برلمان ، ولا محليات .. ولا داخليه ولا جيش  لا رئيس و لا رئاسة ، كما يتلاشى الغريب الذى قاد كل شىء، إلى العدم من حيث جاء .. لا تبقى منه سوى أسطورة سترويها الفتيات اللاتى سيصبحن بعد سنوات من الآن ، جدات ..
بطريقة ما تغيرت ترددات العقول ، كل واحد فاهم دوره ايه فى الحياة و بيعمله ..
كل واحد عارف شغله
وايه اللى مطلوب منه ..
مفيش نخبة ..
مفيش عصابة تسرق البلد .. مفيش غير شعب كبييييييير سعيد ..
ومن وقت للتانى يعمل مهرجان كبييييييييييير ، الناس تقترح فيه أفكار جديدة للتنمية والتطوير ، مفيش فكرة مستحيلة ، وكله بيتحط قيد التنفيذ فى التو و اللحظة ..
الناس بتحتفل بالنجاح ، بالطموح ، وبالإراده ..
تنتقل العدوى إلى الشعوب المجاورة .. تتساقط الحكومات و العصابات تباعا ..

and we live happily ever after